السبت، 9 يوليو 2011

ذكريات طفوليه سوداء


وليد صبر


كنت طفلا عندما كانت حرب الثمان سنوات تشتعل نيرانها لتأكل الأخضر واليابس لكني اذكر الكثير منها من هنا وهناك . ولازالت هذه الذكريات تعيش في مخيلتي بالرغم من ان طفولتي كانت أجمل من تحمل تلك الذكريات الدمويه
أذكر أنه في مدرستي الأبتدائيه وحين يحصل احد الاشتباكات الدمويه الكبيره والطاحنه بين الجيشين كمعركه نهر جاسم
كانت أداره المدرسه تنتهك طفولتنا البريئه بأغاني الحرب التي تذيعها بدل اغاني الاطفال المفقوده اصلا في اذاعه المدرسه
أذكر ان الشوارع اصبحت حزينه بلون لافتات النعي السوداء التي طغت على كل شيء فتجدها اينما ذهبت وادرت عينيك
أذكر أعمامي واقرباء مني حينما يذهبوا للجبهه وتنقطع كل اخبارهم فتضل جدتي تبكي كل يوم الى ان يأتونا فجرا منهكين من تعب الحرب
أذكر عندما كان المذياع على اذاعه ايران لنسمع اسماء الاسرى العراقيين فقد يكون من بينهم احد نعرفه من جيراننا او حتى اقربائنا من الذين غابوا فترات طويله وانقطعت اخبارهم
ولازالت تحمل تلك المخيله البريئه برنامج صور من المعركه (وجائنا توآ البيان التالي) وفتره برامج الاطفال عندما تلغى عند السادسه عصرا لعرض أحد الافلام الحربيه السمجه
والكثير الكثير من الذي بقي ممزوجا بمخيلتي للان
ففي زمن الحرب ليس هناك الامايمت للقتل بصله
اروع اجيال العراق من المثقفين والأكاديميين ومن الفقراء والكادحين ومن الرجال الرجال حقا
سحقتهم هذه الحرب الطويله طول حدودنا الشرقيه
كانت بلا سبب كبير وكان لايستحق العراقيين هذا القتل
يذكر لي محارب قديم بالطبع اصبح شيخا كهلا الان
انه كان يستطلع على مرصد عالي بعيد عندما دارت معركه استمرت اكثر من يومان على مستطيل صغير من الأرض كان ساعتان بيد العراق وساعتان بيد ايران أستخدم فيها كل الاسلحه التي هدفها قتل اكبر عدد من الشباب المقاتلين
فهذه هي الحرب
هناك مقوله اعتقد انها من زمن الحرب العالميه الثانيه تقول ان من يشترك في اي حرب ان كان منتصر او مهزوم فهو خسران
وان كان العراق منتصر او غير ذلك فهو قد خسر الكثير من خيره شبابه والتي قدرت أعدادهم حسب احصائيات عراقيه ومنظمات أمميه بمليون عراقي بين شهيد وجريح ومعاق ومفقود للان لا يعرف مصيره
وترملت اعداد كبيره من العراقيات ويتم اطفال كثر
وخسر العراق الى يومنا هذه مليارات الدولارات من هذه الحرب بسببها توقف العراق عن اللحاق بمن كانوا في ذلك الوقت يسكنون الخيم
والكثير الكثير من النتائج المؤسفه وخصوصا على صعيد تغير طباع وأخلاق الأنسان العراقي الطيب بشكل عام
ليسدل الستار بعد ذلك عن كل هذه التضحيات والماسي

فبجره قلم عام 1990 سلمت جميع الاراضي المتنازع عليها الى ايران والتي بسببها حصلت الحرب كما يقال

بعد اشتداد الخناق على العراق اثر احتلال الكويت والحصار الدولي
وكأنما هي ملهاه اطفال يتخاصموا في لحضه ويتصالحوا في لحضه
أو لم تراق دماء العراقيين أنهارا على طول الجبهه ولم ترمل الاف المئات من النساء وييتم الاطفال
هكذا وبكل سهوله سادتي ضاعت ثمان سنين من الألم والحزن ضاع مليون عراقي تحت سرف الدبابات او كانوا طعام للحيوانات هكذا ضاعت دموع وصبر وأهات العراقيين بسهوله
فهل نتعظ من تلك الحرب وما حصل بعدها من حروب اخرى
هل نبتعد عن تأليه الشخصيات وتسليمهم رقابنا بأيدينا
فالسلام هو ما يجعل الاوطان تزدهر وتنهض ويعلو عمرانها
والتعايش والوحده وحب الوطن هو من يجعل الاوطان اكثر قوه ومنعه وليس الجيوش والاسلحه الفتاكه فقط
فمتى نتعظ






هناك 9 تعليقات:

  1. مدونة رائعة شكرا لك وبارك فيك مقال جميل ....

    ردحذف
  2. غير معرف12/7/11

    تباً للحروب التي لاتقتل البشر فحسب .. بل تغتال الفرح في قلوبنا لتبقى الذكريات المريرة محفورة في داخلنا..
    أزاح الله عنك الهم وابدك تلك الذكريات بحاضر جميل ومستقبل أجمل..
    م.لينة . سوريا

    ردحذف
  3. زينب جعفر12/7/11

    كنت طفلا عندما كانت حرب الثمان سنوات تشتعل نيرانها لتأكل الأخضر واليابس لكني اذكر الكثير منها من هنا وهناك
    ولازالت هذه الذكريات تعيش في مخيلتي بالرغم من ان طفولتي كانت أجمل من تحمل تلك الذكريات الدمويه



    اما انا فقد كنت في ريعن الشباب وقد عشت قبل الحرب احلى ايامي ثم بدأمرض خبيث ضهره الحب وباطنه سرطان يلتهم كل جميل في عالمي ..............تحياتي

    ردحذف
  4. عبد المطلب الهاشمي13/7/11

    ذا كنت تتذكر من تلك المأساة مجرد ذكريات طفولية فكيف بي وقد عشتها بتفاصيلها اليومية في الجبهات( مرغم اخوك لابطل) كما يقولون وكان الواحد منا عندما تنتهي ايام الاجازة وتحين اتعس الدقائق عندما نودع الاهل والغصة في الحلقوم ولاندري بعدها هل سنعود ثانية الى البيت ام لا...
    تخيل تلك المشاعر ..ناهيك عن الموت اليومي في الجبهة ...وظلم جبابرة الرتب ...ال

    ردحذف
  5. احاسيس من طفولتي .. تشابه كبير رغم بعد المسافة والزمن
    http://nofl14.blogspot.com/2010/12/blog-post_11.html

    ردحذف
  6. أيام مريرة مرت وأصبحت ذكريات .. فهل سنتعظ ونوقف خلق دكتاتورية جديدة تحرق الأخضر واليابس ؟

    ردحذف
  7. غير معرف12/8/11

    الاخ الفاضل وليد

    المدونه رائعه بكل المقاييس ، احرص دوما على قراءة ما فيها بتركيز ، اتمنى لك التوفيق . رزاق

    ردحذف
  8. غير معرف17/8/11

    لعنة الله على من بدأها ولعنة الله على من اطالهاولعنة الله على كل من فرح بها

    ردحذف
  9. غير معرف9/1/12

    اللعنة على خميني الدجال وبقية الحاقدين على العراق ....مع ذلك والله والله كانت احوالنا على جبهات القتال افضل من عيشتنا اليوم تحت الاحتلال الامريكي والطائفية المقيتة

    ردحذف

التعليقات :
لا تذهب وترحل بدون ان تضع بصمتك هنا وترد على الموضوع