الاثنين، 14 ديسمبر 2009

زلزال في ارمينيا علم 1988

في يوم 6 - 7 ديسمبر عام 1988 ضرب ارمينيا الواقعة في جنوب غرب الاتحاد السوفيتي السابق زلزال بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر. وأودى الزلزال بحسب معطيات مختلفة بحياة من 25 الف الى 50 الف شخص. واصيب أكثر من 17 الف شخص بجروح. وفُقِد كثير من الناس الذين لم يتم كشف مصيرهم لحد الآن. كما شرد ما يزيد عن 500 الف شخص من منازلهم.




ووقعت في منطقة الزلزال عشرات من المدن والقرى الارمنية والازبيجانية والجورجية. الا ان ارمينيا تعرضت لأكثر الاضرار. 
ودمرت تماما مدينة سبيتاك البالغ عدد سكانها 16 الف نسمة والتي وقعت بالقرب مباشرة من بؤرة الزلزال الذي حدث على عمق 20 كيلومتر من سطح الارض وعلى بعد 6 كيلومترات شمالا من المدينة نفسها.



وتم تدمير 80% من المساكن في مدينة لينيناكان (غيومري حاليا) وهي ثاني المدن الارمنية التي يبلغ عدد سكانها 250 الف نسمة. كما دمر 50% من منشآت مدينة كيروفاكان. 
والى جانب مدينة سبيتاك الحق الزلزال اضراراً بـ 21 مدينة وبلدة و324 قرية. وتضاعفت المآسي بسبب ان الهزة الاولى تلتها هزة اخرى وبلغت قوة الهزة الثانية 5.8 درجة على مقياس ريختر. وتسبب ذلك في تشريد أكثر من مليوني شخص في ارمينيا من منازلهم وتعرضهم للبرد في الشتاء القارس. 
وعطل الزلزال ما يقارب نسبة 40 % من القدرة الصناعية الارمنية، والحق ضررا ب 9 ملايين متر مكعب من المساكن، وتم تدمير 4.7 مليون متر مكعب منها، اصبح بعضها متداعيا وغير صالح للسكن فيما بعد. كما تم تدمير 416 مستشفى ومستوصفا ومسرحين و14 متحفا و391 مكتبة و42 دارا للسينما و 349 ناديا ودار ثقافة وتصفية 210 الف مقعد في المدارس و42 الف مقعد في رياض الاطفال. ولحقت الاضرار 600 كيلومتر من الطرق المعبدة و10 كيلومترات من السكك الحديدية، وتم تخريب 230 مؤسسة صناعية تخريبا تاما او جزئيا. 
وقد سجلت مصلحة مراقبة الزلازل في القوقاز في منطقة مركز الزلزال خلال شهر ما يربو على 100 هزة. وقد تلت الهزة الاولى بعد مرور 4 دقائق هزة قوية تطابقت على الموجات الناجمة عن الهزة الاولى، مما زاد من العوامل المدمرة للزلزال. 
وتسبب الزلزال في نشوء فجوة في القشرة الارضية طولها 37 كيلومترا و الازاحة المحتملة فيها من 80 سنتيمتر الى 170 سنتيمتر. ونشأت هذه الفجوة في موقع انكسار قشرة الارض، الامر الذي يؤكد ان الهزات الارضية كانت قد حدثت هنا سابقا في أعوام 1679 و1827 و1840 و1926 و1931. وبالرغم من كل ذلك، لم تعتبر منطقة سبيتاك خطيرة من ناحية وقوع هزات ارضية محتملة. 
عمليات الانقاذ وتقديم المساعدات 
وصلت اول طائرة تابعة لوزارة الدفاع فيها جراحون وادوية من مطار فنوكوفو في موسكو الى يريفان فور تلقي نبأ الزلزال. واستقل الاطباء العسكريون في يريفان مروحية اوصلتهم الى مدينة لينيناكان. وهبطت المروحية في ظروف الظلام التام. ولم يكن في الاسفل على الارض اي قبس ضوء وكأنما كانت المدينة ميتة. وانقطع التيار الكهربائي في المدينة ولم يبق هناك مسكن واحد لم يتعرض للدمار. وتراكمت في مواضع المساكن أكوام من الخرسانة والطابوق والزجاج وما تبقى من الاثاث. وكان هناك رجال يصعدون فوقها منادين زوجاتهم واطفالهم وباحثين عن اهلهم بواسطة فوانيس. 
وكان من الممكن مشاهدة بعض الاضواء الناجمة عن سيارات الاسعاف التي كانت تقوم بأجلاء الجرحى. 
وافاد ممثل عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الارمني الذي وصل الى سبيتاك في اولى ساعات المأساة قائلا: " انتشل من تحت الانقاض ما يزيد عن 3700 شخص، ومنهم 2000 شخص قد لقوا حتفهم. ولم يكن هناك نقص في القوة العاملة بسبب ان المتطوعين جاءوا من كافة أنحاء الجمهورية والبلاد كلها. غير انه وجد نقص في المعدات، لاسيما الرافعات القوية. 
ويعود سبب المأساة قبل كل شيء الى عدم حساب خطر الزلزال في منطقة سبيتاك وغيومري وكيروفاكان. وكانت المراكز السكنية قد اقيمت هناك اخذا بالحسبان قوة الزلزال المحتمل الذي يقل بكثير عما حصل في الواقع. كما ان المباني ذات نوعية متدنية جدا وشيدت بدون حساب ظروف الاتربة والساحات الانشائية.

















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات :
لا تذهب وترحل بدون ان تضع بصمتك هنا وترد على الموضوع